لطالما كان اختبار IELTS أحد التحديات التي كنت أهابها. بمجرد سماعي عن أهمية هذا الاختبار في السفر أو الدراسة أو العمل في الخارج، بدأت أشعر بثقل المسؤولية. كانت هناك أسئلة كثيرة تدور في ذهني: هل سأستطيع التفوق فيه؟ كيف يمكنني الاستعداد له بطريقة فعالة؟ ما المصادر التي ينبغي أن أستخدمها؟ واليوم، بعد أن حصلت على درجة 8 من 9، أود أن أشارك تجربتي بالتفصيل، لعلي أكون سببًا في إلهام ومساعدة أي شخص يستعد لهذا الامتحان الصعب.
لماذا قررت التقديم لاختبار IELTS؟
كنت دائمًا أطمح في الدراسة خارج بلدي، وتحديدًا في المملكة المتحدة، حيث تقدم الجامعات هناك برامج متميزة في مجالي. لكن أغلب الجامعات تشترط الحصول على درجة لا تقل عن 7 أو 7.5 في IELTS. لم يكن الهدف فقط النجاح، بل التميز. أردت أن تكون درجتي بمثابة دليل على إتقاني للغة الإنجليزية وليس فقط اجتيازًا بسيطًا لشهادة مطلوبة. من هنا بدأت رحلتي مع IELTS، رحلة مليئة بالتحديات ولكن أيضًا بالدروس والخبرات المهمة.
الخطوة الأولى: فهم هيكل الاختبار
أول خطوة قمت بها كانت محاولة فهم كل تفاصيل اختبار IELTS. اكتشفت أنه يتكون من أربعة أقسام رئيسية: الاستماع، القراءة، الكتابة، والتحدث. وكل قسم له خصائصه واستراتيجياته الخاصة. خصصت أول أسبوع من التحضير فقط لفهم هذه الأقسام وتحديد نقاط قوتي وضعفي. كنت جيدًا في الاستماع والمحادثة، لكنني كنت أواجه صعوبة في الكتابة الأكاديمية، لذا ركّزت على تطوير هذا الجانب منذ البداية.
كيف وضعت خطة دراسية لمدة شهرين؟
رغم أن العنوان يتحدث عن تجربة شهر، إلا أنني بدأت بتحضيرات بسيطة قبل ذلك. ثم دخلت في مرحلة “التحضير الجاد” قبل شهر تقريبًا من موعد الاختبار. خصصت يوميًا ساعتين إلى ثلاث ساعات للدراسة، وزّعتها بين الأقسام الأربعة بالتساوي تقريبًا، مع تركيز إضافي على المهارات التي أحتاج لتقويتها. في كل أسبوع، كنت أخصص يومًا لتجربة اختبار تجريبي كامل في ظروف مشابهة للاختبار الحقيقي. ساعدني هذا التمرين على ضبط الوقت والتعامل مع الضغط النفسي أثناء الامتحان.
مصادر الدراسة التي اعتمدت عليها
خلال رحلتي في التحضير، استخدمت مزيجًا من المصادر المجانية والمدفوعة. من المواقع، اعتمدت على:
- IELTS Liz: موقع مذهل يحتوي على دروس مجانية ونصائح لكل قسم من أقسام الاختبار. ساعدني كثيرًا في فهم كيفية كتابة المقالات وتنظيم الأفكار.
- IELTS Simon: موقع متخصص بالكتابة، ويشرح بشكل مبسط كيفية التعامل مع المهام الكتابية.
- الموقع الرسمي للـ IELTS: استخدمته للحصول على نماذج الأسئلة الرسمية وبعض الاختبارات التجريبية.
- IELTS Buddy و IELTS Online Tests: من أفضل المواقع التي توفر اختبارات تجريبية مجانية مع تصحيح فوري.
أما من ناحية التطبيقات، فقد استخدمت:
- تطبيق IELTS Prep App من المجلس الثقافي البريطاني.
- تطبيق IELTS Word Power لبناء المفردات.
- تطبيق Magoosh IELTS Vocabulary Builder، وكان رائعًا خصوصًا في تقوية مفرداتي الأكاديمية.
الاستماع: كيف تدربت على هذا القسم؟
أكثر ما ساعدني في قسم الاستماع هو مشاهدة البرامج الوثائقية والحوارات باللغة الإنجليزية بدون ترجمة. اعتدت الاستماع يوميًا إلى قناة BBC Podcasts وتحديدًا برامج مثل “The Documentary” و”Witness History”. كما أنني تدربت على اختبارات الاستماع من موقع “ieltsonlinetests.com”، وقمت بتحليل أخطائي بعد كل اختبار.
في البداية، كنت أجد صعوبة في متابعة التسجيلات الطويلة، لكن مع الوقت، أصبحت أميز الكلمات المفتاحية وأتوقع الإجابات حتى قبل أن تُقال. تعلمت أيضًا تدوين الملاحظات بسرعة واختصار الكلمات، وهو أمر مهم جدًا أثناء الامتحان.
القراءة: كيف طوّرت مهارة قراءة المقالات الطويلة؟
القراءة كانت من أكثر الأقسام التي أخافتني في البداية. كنت أشعر بالإرهاق بعد قراءة نصف النص. ولكنني اكتشفت أن الأمر لا يتطلب قراءة كل كلمة. بدأت أتدرب على مهارات مثل Skimming (قراءة سريعة لفهم الفكرة العامة) وScanning (البحث عن معلومة محددة). كذلك، تعلمت أن أقرأ الأسئلة أولاً، ثم أبحث عن إجاباتها أثناء قراءة النص.
قرأت يوميًا مقالات من مواقع مثل National Geographic وThe Economist، وكنت أحاول دائمًا تلخيص الفكرة العامة والمعلومات المهمة. مع الوقت، أصبح هذا القسم أحد نقاط قوتي.
الكتابة: التحدي الأكبر في تجربتي
هذا القسم استغرق مني وقتًا وجهدًا كبيرين. لم أكن معتادًا على الكتابة الأكاديمية المنظمة، خاصة في مواضيع لا أهتم بها بالضرورة. بدأت بمطالعة نماذج مقالات من Band 8 و9، ودرست الهيكل المثالي لكل نوع من أنواع الكتابة (مقال رأي، مقارنة، وصف رسم بياني…). ثم بدأت أكتب مقالات وأطلب من أصدقائي أو أساتذتي تصحيحها.
كنت أراجع كل تصحيح بتمعّن، وأكتب المقال مرة أخرى بعد التعديل. مع الوقت، أصبحت كتابتي أكثر تنظيمًا، وأصبحت أستخدم مفردات أكثر تنوعًا وتراكيب لغوية أكثر دقة.
التحدث: بناء الثقة قبل كل شيء
ربما كان هذا هو القسم الوحيد الذي استمتعت به. لكن رغم ذلك، لم أكن أرغب بالاعتماد على ثقتي فقط. بدأت أتدرب مع أصدقاء يتقنون الإنجليزية، وكنا نحاكي امتحان المحادثة كما لو كنا في مركز الاختبار. استخدمت تطبيق Speakly وتدربت على التسجيل الصوتي والاستماع لنفسي لتحسين النطق والتدفق.
واحدة من النصائح الذهبية التي قرأتها هي: “حتى لو لم تعرف الإجابة على سؤال معين، لا تصمت. تحدث عن شيء متعلق بالسؤال، أو حتى اعترف بعدم المعرفة لكن استمر في الكلام”. هذه النصيحة أنقذتني يوم الامتحان عندما سُئلت عن موضوع لم أكن أعرف عنه الكثير.
يوم الامتحان: الاستعداد النفسي والذهني
وصلت إلى مركز الامتحان قبل الموعد بساعة كاملة. كنت أحمل معي بطاقة الهوية فقط وبعض الأوراق التي كتبت فيها ملاحظات سريعة (والتي لم أراجعها كثيرًا لأني كنت أحاول التخفيف من التوتر). بدأت الامتحان بقسم الاستماع، ثم القراءة، ثم الكتابة.
أذكر أني شعرت ببعض القلق في البداية، لكنني تذكرت كل التدريب الذي مررت به. شعور الثقة بدأ يظهر كلما أنهيت جزءًا من الاختبار. في اليوم التالي، أجريت اختبار المحادثة، وكان بسيطًا وسلسًا، واستمتعت جدًا به.
ظهور النتيجة: لحظة لا تُنسى
بعد 13 يومًا تقريبًا، دخلت إلى الموقع الرسمي للتحقق من النتيجة، وقلبي ينبض بسرعة. وعندما رأيت: Overall Band Score: 8.0، لم أتمالك نفسي من الفرح. كانت تلك اللحظة تتويجًا لشهور من التحضير، والدراسة، والتحدي، والإصرار. شعرت أن كل ساعة قضيتها في المذاكرة كانت تستحق العناء.
نصائح لكل من يستعد لامتحان IELTS
- ابدأ من فهم هيكل الامتحان: لا تقفز مباشرة إلى الحل دون أن تفهم طبيعة كل قسم.
- خصص وقتًا منتظمًا للدراسة: حتى لو كان ساعة واحدة يوميًا، اجعلها عادة.
- حل الاختبارات التجريبية بانتظام: هذا أفضل تدريب على الوقت والضغط النفسي.
- سجل صوتك أثناء التحدث: واستمع لنفسك لتقييم الأداء وتحسين النطق.
- لا تشتت نفسك بكثرة المصادر: اختر 2 أو 3 مصادر موثوقة والتزم بها.
- ثق بنفسك: كثير من النجاح في IELTS يعتمد على الثقة والهدوء.
خلاصة تجربتي
اختبار IELTS ليس فقط امتحانًا في اللغة، بل هو اختبار لإرادتك، وتنظيمك، وقدرتك على التركيز تحت الضغط. تجربتي علمتني أن أي شخص، مهما كان مستواه، يمكنه تحقيق درجة عالية إذا التزم بالخطة الصحيحة وبذل الجهد المطلوب. لا تدع الخوف يمنعك من المحاولة، ولا تستهين بنفسك. ابدأ الآن، وذكّر نفسك دائمًا أن النجاح في IELTS هو خطوة نحو تحقيق أحلامك الأكبر.